عبد الحليم رايس يعود هذا السبت
ينظّم المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، اليوم السبت العاشر فيفري 2024، يوماً دراسياً حول مسار الفنان الجزائري الشهير عبد الحليم رايس.
يمكن لكافة المهتمين الاطلاع على برنامج اليوم الدراسي، من خلال الضغط على هذا الرابط، كما يمكن تصفح الملف التقديمي من خلال النقر على هذا الرابط.
ويجدر التنويه أنّ الكاتب والممثل عبد الحليم رايس (4 جانفي 1924 – 8 نوفمبر 1979) اسمه الحقيقي بوعلام رايس)، بدأ حياته المهنية كعون في شركة الكهرباء بالجزائر العاصمة، ثم ممثلا في الإذاعة، قبل أن يلتحق بالفرقة العربية للمسرح التي تشكّلت من 24 ممثلاً، ليُصبح نجم مسرح الأوبرا.
وشهد الموسم المسرحي 1947 – 1948، اعتراف السلطات الاستعمارية بالمسرح العربي، وفي سنة 1950، أدى رايس دور الشيخ المريض في مسرحية “صلاح الدين الأيوبي” التاريخية، ثم قدّم تمثيليات من النوع البوليسي كانت تذاع على أمواج إذاعة الجزائر الناطقة بالعربية كل سبت، وسعى رفقة أصدقائه لإيقاظ الضمير السياسي لدى الشعب وتوعيته، وعمل أيضا لتحضير الثورة والدعاية لها وشرح رسالتها.
سنة 1951، وقّع “رايس” عقدا مع العميد المؤسس محي الدين بشطارزي تضمّن تعهّدا بالعمل معه طيلة ثماني سنوات، وواصل النشاط ضمن المسرح البلدي إلى جانب كوكبة من الفنانين، على غرار: “مصطفى كاتب”، “حبيب رضا”، “علال المحب”، و”طه العامري”.
في سنة 1956، توجّه الراحل إلى باريس، حيث اتصل بـ “عبد الحفيظ كيرامان” وشقيقه “النذير”، وهما عضوان في فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير، وساهم معهما في تكوين خلية نضالية عُرفت بعدها بفرقة جبهة التحرير، وكان دورها يكمن في القيام بالدعاية وجمع الأموال.
غادر رايس فرنسا في الثامن مارس 1958، وتوجّه إلى تونس ومنطقة الباردو تحديدا، وقبل تأسيس الفرقة الفنية للجبهة، عمل على تعزيز الطاقم الذي ترأسه مصطفى كاتب وأصبح رايس أمينا عاما، وجرى تقديم مسرحيتي أولاد القصبة والخالدون، الأولى كتبها سنة 1948 والثانية عام 1955
وحُظي العملان بنجاح أسطوري عبر العالم، وأبهر الصينيين، خصوصا مع نقل العرضين لمشاهد حية من قلب المعارك التي كان يخوضها جيش التحرير الوطني، وتجسيدهما القيم والمبادئ العليا لثورة التحرير الجزائرية،، كما كتب رايس مسرحية “دم الأحرار” (1961) التي نقلت معاناة المجاهدين في الجبال، وقناعة الثوار بالاستمرارية الثورية إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.
بعد الاستقلال، أصبح رايس مديرا للفنون، لكنه قرّر ترك المسرح عام 1968، بعد أن عُيّن رئيساً لمصلحة الإنتاج في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لكنّ رايس واصل الكتابة فأنتج: “اليتيم” وهي مأساة اجتماعية، “القناع الحديدي” المقتبسة عن مؤَلَف لإسكندر دوما، و”الرجل الذي يضحك” المستلهمة عن مُنجز “فيكتور هيغو”.
وتألق رايس بذكائه الحاد وإحساسه المرهف، لا سيما في تقمصه لعدة أدوار في مسرحيات: “إفريقيا قلب واحد”، “132 سنة” و”العهد”، كما برز في السينما بدوره في فيلم “الأفيون والعصا” لأحمد راشدي، “سنعود” لسليم رياض، “الشبكة” لغوتي بن ددوش، و”المفيد” الذي كان آخر أعماله، قبل رٍحيله في الثامن نوفمبر 1979 عن عمر يناهز 55 سنة، إثر سكتة قلبية أثناء تصوير المسلسل التلفزيوني “السيلان” لأحمد راشدي.
رابح هوادف كامل الشيرازي