بتوقيع الباحث علي عنبتاوي.. مناقشة أول مذكرة ماستر في المعهد
شهد المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، اليوم الأربعاء 30 جوان 2021، مناقشة أول مذكرة ماستر في تاريخ قلعة التكوين الفني بالجزائر.
أمام لجنة مؤلفة من الأعضاء: د. كمال جايب (رئيسًا)، د. حبيب بوخليفة (مشرفًا عامًا)، أ. إبراهيم نوال (مشرفًا) وأ. رابح هوادف (مناقشًا)، قدّم الباحث علي عنبتاوي تخصص “الإخراج المسرحي” (دفعة 2021)، عمله الموسوم “الرؤية الإخراجية للشعر في المسرح… قصيدة “لاعب النرد” للشاعر محمود درويش أنموذجاً”.
تناولت الدراسة الرؤية الإخراجية للشعر في المسرح على اعتبار أن الإخراج المسرحي يمثل الفيصل بين النص سواء كان درامياً أو شعرياً من جهة، ومن جهة ثانية ما يتبلور من أشكال وأنماط العروض المسرحية على اختلاف مدارسها وطرق تقديمها ورؤاها.
ونوّه عنبتاوي إلى أنّ النص الشعري كان لصيقاً بالمسرح منذ النشأة، حيث شكلت النصوص الشعرية ذات البناء المحكم مادة للعروض، ويجب أن نفرق هنا بين الشعر المسرحي والمسرح الشعري، فالشعر المسرحي هو النص المكتوب شعراً، ولكن الغنائية فيه تهيمن على الحوار والصراع والبناء الدرامي.
أما المسرح الشعري فيعنى به النص المكتوب شعراً، وهو قابل للتمثيل لأن البناء الدرامي فيه يهيمن على العناصر الغنائية ويصيرها لمصلحة التمثيل.
لا شكّ أنّ المسرح الشعري قدّم الكثير من العروض ونال اهتمام عدد لا يستهان به من الدارسين، غير أنه لا يزال بحاجة إلى دراسات أكثر تكشف خباياه الفنية الكثيرة.
كل ذلك دفع الباحث للغوص في التفكير عن إمكانية طرح موضوع يحاول أن يكون جديداً في مضمار الأبحاث التي تناولت الشعر في المسرح وليس ما قدمه المسرح للشعر، لذا كان لزاماً من خلال هذه الدراسة طرح مفاهيم جديدة في إطار دراسة الرؤية الإخراجية للشعر في المسرح، واختيار مسرحية “لاعب النرد” لمحمود درويش أنموذجاً، حيث شكل هذا العنوان مفتاحاً للدراسة وطرح الإشكالية التي تمثلت بالآتي: “ما الذي يمكن أن يضفيه المسرح للشعر، وما هي المقاربات الإخراجية الجمالية التي تبرز الصورة الشعرية”.
وسعى الباحث للفهم والبرهنة على سعة ما يطوعه المسرح من خلال العرض والرؤية الإخراجية وتوظيف الجماليات لتقديم النص الشعري في سياق دلالي بعيد عن الظرف والأساليب المباشرة التي أُدرجت عليها الكثير من العروض السابقة على حد مشاهدات الباحث.
وللإجابة على هذه الإشكالية قسّم الباحث الدراسة إلى فصلين، الأول تطرق فيه إلى المسرح والشعر في المبحث الأول أما المبحث الثاني تناول شعر محمود درويش في المسرح، أما الفصل الثاني فاحتوى مبحثين حللنا في الأول قصيدة لاعب النرد تحليلاً إخراجياً، أما المبحث الثاني فتناول عبره الرؤية الإخراجية للقصيدة وآليات تجسيدها ركحياً. هذا عدا عن مقدمة ومدخل مفاهيمي، ونتائج وتوصيات وخاتمة توصل إليها الباحث.
وشفع علي عنبتاوي عمله بتقديم عرض “لاعب النرد” الذي استلهمها عن قصيدة الشاعر الفلسطيني النابض محمود درويش.