حضور قوي لـ د. بوكراس في ثاني لقاءات مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح
مثّل د. محمد بوكراس مدير المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، يومي السبت والأحد 25 و26 ماي 2024، الجزائر مجدّداً في ثاني لقاءات مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
في موعد متجدّد، شارك د. بوكراس مع أعضاء مجلس الأمناء في يوم حافل بالنقاشات والمقترحات، عبر توليفة ماراثونية استمرت من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً، تمّ فيها تباحث حزمة مشروعات وتصورات جديدة تخصّ الاستراتيجية المقبلة لعمل الهيئة على أهبة العشرية القادمة.
وبصم د. بوكراس على موعد شهد تأكيد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري للهيئة العربية للمسرح، على وجوب بذل عطاءات أكبر للارتقاء بأداءات المسرح العربي بشكل عام، تبعاً لما يمثّله من رمزٍ المحافظة على الهوية واللغة وأصالة المجتمع، ونقلها إلى الأجيال الجديدة.
وسبق لـ د. بوكراس أن شارك صباح الأربعاء 10 ماي 2023، في أولى لقاءات الأمناء في دارة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، وأبرز سموه حينذاك ضرورة أن يجتمع أهل المسرح على المحبة وروح التعاون، دون الالتفات إلى ما يفرّقهم، مما يسهم في زيادة الإنجازات والإنتاج، وتطوير أدوات وتقنيات العمل الفني المسرحي، كأحد أركان الثقافة المجتمعية.
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أنّ الشارقة ظلت على الدوام تقوم بأدوار كبيرة تجاه الاستحقاقات الثقافية، وتجمع المبدعين العرب، والمهتمين بالثقافة والفنون والآداب، لأنّ ذلك هو واجبها تجاه الوطن العربي الكبير، ومنهم أهل المسرح، الذين يجب أن يكونوا هم القائمون على هذه الجهود.
وتناول سموه، خلال اللقاء، أهمية النهوض بالمسرح المدرسي، في كافة الدول العربية، لأنه الأساس لنقل الثقافة العربية إلى الأبناء من الأجيال الجديدة، مما يرسم ملامح خطة مستقبلية لجيل جديد من المسرحيين ومحبيه.
حاكم الشارقة يفتتح المقر الجديد للهيئة العربية للمسرح
بالتزامن مع لقاء الأمناء، افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عصر اليوم الأحد 26 ماي، مقر الهيئة، وذلك في منطقة الحيرة بمدينة الشارقة.
وتفضل سموه عند وصوله بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري معلناً عن افتتاح المقر، وصافح بعدها الحضور الكبير من الفنانين المسرحيين من كافة الدول العربية، مُرحّباً بهم في الشارقة ومباركاً لهم افتتاح مقر الهيئة.
وفي كلمته بالمناسبة، حيا حاكم الشارقة المسرح وأهله، مُعلناً عن تخصيص وديعة مالية لصالح أعمال الهيئة لكي تستمر ولا تتوقف، قائلاً: “نحن نُربي من أبناءنا لهذا المسرح ومن يتوجهون لهذا المسرح لأنه جانب من النشاط الفكري العظيم للمجتمع ولذلك لابد أن تكون له دعامة مادية”.
وأشار سموه إلى أهمية المسرح كركنٍ أصيل من أركان الثقافة في تطوير المجتمع وترقيته، وأنّ جهود سموه لن تنقطع عن دعم المسرح وأهله في كل البلدان العربية حتى يعود المسرح كما كان في السابق.
وفي جوٍ حميمي، طرح صاحب السمو حاكم الشارقة أسباب اهتمامه وحبه للمسرح الذي شَغف به منذ الصغر وعاصر فيه الكثير من كبار المسرحيين والكُتاب، وعندما أصاب المسرح الإهمال، برز دعم سموه له فأسسّ وكتب ووجّه ليعود المسرح العربي كما كان، مليئاً بالمواهب، ولذلك كان الدعم الأكبر للهيئة العربية للمسرح، والمهرجانات المختلفة في كافة أقطار الوطن العربي جنباً إلى جنب في الشارقة.
ونوّه سموه إلى أهمية دور الإدارة في تسيير أعمال المسرح، مشيراً إلى أنه من المهم أن يكون كافة المسؤولين في إدارة المسرح وأنشطته وأعماله من أهل المسرح لخبرتهم الكبيرة في ذلك ومسؤوليتهم المباشرة عنه بالفهم والعلم والمعرفة لما يحتاجه العمل المسرحي.
وأضاف موقناً: “نقول إنّ المسرح بخير، وإلى جانب العمل المسرحي نحن نحفّز الشباب والكُتاب ونطلب منهم ألاّ يكونوا بُخلاء في الكتابة، بل على العكس نطلب منهم الكتابة باستمرار لأنّ الكتابة هي ثقافة وعندما يكتب الكاتب فإنه يضع ثقافةً على الورق، سواء خرجت في ثوب مسرحية أم لم تخرج ولذلك خصصنا لهم مكتبة للبحث والكتابة “.
وبعث صاحب السمو حاكم الشارقة رسالةً أبويةً إلى كل من يعمل في المسرح بأن يبتعد عن كل ما يشوّه صورة أهل المسرح من العادات المنبوذة في المجتمعات، داعياً المسرحيين إلى التعاون ومساعدة بعضهم البعض.
ولفت الشيخ إلى مكانة أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية التي تمّ اختيار طاقمها الإداري بدقة، لافتاً سموه إلى أنها أُنشأت لكافة الشباب الموهوب في الوطن العربي وليست الشارقة فقط، حيث أنها وبما تضمه من إمكانيات كبيرة وما هي عليه من الحركة والنشاط كخلية نحلٍ دائمة، تعمل على تخريج الشباب المؤهلين والمتميزين أكاديمياً والمتمكنين من تخصصاتهم في الفنون الأدائية والذين ستزداد أعدادهم كل عام ويعتبرون مكسباً لكل بلدان الوطن العربي.
وعن الاهتمام بدعم المسارح في الأقطار العربية، أشار سموه إلى أنّ المهرجانات التي تنظّمها الهيئة العربية للمسرح في البلدان العربية أحيت المسرح وكذلك الألفة بين المسرحيين العرب، مضيفاً أنّ الدعم الأكبر يذهب إلى المسارح المتعثرة للنهوض بها وإعادتها إلى عهدها السابق، طالما أنّ المسرح فرجةٌ جادة تحمل هموم المجتمع.
وانتهى صاحب السمو إلى إهابته بأهل المسرح لأن “يعتنوا بالقراءة لأنهم جزء من أهل الثقافة، وأن يواصلوا تعلّمهم دائماً لأن التعلم لا يتوقف ونتمنى أن نرتقي بالمسرح ونعيده إلى مستواه لأن المسرح إحدى الأدوات التي ترتقي بالمجتمع “.
من جانبه، أعرب إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن سعادة أهل المسرح بافتتاح مقر الهيئة، مثمّناً دعم ووقفات صاحب السمو حاكم الشارقة الدائمة للعناية بالمسرح والارتقاء به وبأهله، مشيراً إلى أن هذا المقر الجديد للمسرحيين العرب كافةً سيمنحهم المزيد من الهمّة للمضي بالمسرح إلى الأمام.
وفي كلمته، قال إسماعيل عبد الله : “أيها التاريخ ثبّت وتمعّن يا كاتبه ودوّن، هذا هو المسرح والشارقة عاصمته وقلوب المسرحيين عنوانه، هذا هو الشرف التام وكماله، هذا هو المسرح وجماله، أردتَ يا صاحب السمو حاكم الشارقة الهيئة بيتاً للمسرحيين العرب، ومنحتَ البيت نوره ومعناه من لحظة الولادة”.
وأشار الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إلى أنّ الدعم للمسرح العربي يعني مزيداً من المسؤولية في رسالة المسرح وجهود المسرحيين، حيث أنّ الهيئة العربية للمسرح تعمل على تطوير المسرح في كل مدينة عربية وترتقي بكل مسرحيٍّ عربي.
من جانبهم، حيّا الفنانون العرب من مختلف الدول العربية، صاحب السمو حاكم الشارقة وأعربوا عن سعادتهم وفخرهم بالدعم اللامحدود من سموه، وافتتاح مقر الهيئة ليكون بيتاً مفتوحاً للمسرحيين العرب.
هيكل نفيس في خدمة المسرح
يضمّ مقر الهيئة الجديد، مبنيين متجاورين وهما اثنان من البيوت التراثية التقليدية الذي أعيد بناؤهم ضمن إحياء بلدة الحيرة القديمة، ويضمّ الهيكل مرافق متنوعة تشمل الأقسام المتعددة الإدارية والفنية المتخصصة، إلى جانب المكتبة، وإدارات النشر، والتدريب والتأهيل، والمسرح المدرسي، والمكتبة الرقمية، والمركز العربي للتوثيق والدراسات المسرحية.
وصُمّم المقر وفقاً لطراز العمارة الإماراتية التقليدية مع توفر كافة الاحتياجات والمرافق الحديثة، ويتضمن التصميم عناصر رئيسية مثل النقوش الخشبية المتقنة والزخارف الجصية، وهي سمات معمارية تقليدية تميزت بها المنطقة، كما تم توفير مختلف الاحتياجات والخدمات والبنية التحتية في المبنى وبجانبه لتسهيل حركة الزوار للهيئة.