ورشات سوق أهراس: عمريش يقارب المسرح العلاجي مع ذوي الاحتياجات الخاصة
قارب أيوب عمريش المسرح العلاجي مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، مركّزاً على أهمية أساليب السيكو دراما في تطوير مهارات أصحاب المهارات الخاصة.
برسم ثالث أيام ورشات التكوين في الفن المسرحي بسوق أهراس، تطرّق سندباد المسرح بالجزائر إلى ضرورة وضع ثمانية أهداف لتزويد المسارح بالأساس اللازم لتحسين البرمجة التربوية تعليم الأطفال الصم التي تضم متعلمين متفردين ومتنوعين، وحدّد ذلك في: الاكتشاف والتدخل المبكرين، التواصل واللغة والقراءة والكتابة، الشراكات التعاونية، مسؤولية النظم، تحديد البيئة التربوية والبرامج، التقنية، المعايير المهنية وإعداد الموظفين، والبحوث العلمية.
وأبرز عمريش العلاقة التفاعلية بين المسرح واكتساب المهارات (الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة) وتترابط هذه العلاقة لتنشئ تواصلاً فعالاً ونشطاً بين المعلم وبين المتعلمين أنفسهم.
وتتمثل العلاقة بين الاستماع والقراءة في أن كليهما يشمل استقبالاً للفكر من الآخرين، ولكي يكون المتعلم قادراً على إدراك الكلمات والجمل والعبارات المطبوعة، فإنه لابد أن يكون قد استمع إليها منطوقة بطريقة صحيحة، فالفهم في القراءة يعتمد على فهم القارئ لغة الكلام، وأنّ المهارات المكتسبة في الاستماع هي أيضاً أساس للنجاح في تعلم القراءة لذا يعد إهمال الاستماع سبباً من أسباب ضعف ذوي المهارات الخاصة في القراءة، كما تعدّ الكلمات الأكثر سهولة في القراءة هي الكلمات التي سمعها المتعلم وتكلّم بها من قبل.
وركّز عمريش على تنمية القيم لتفعيل استراتيجية مسرحة المناهج فعالة وذات تأثير إيجابي في خمسة محاور:
غرس القيم النبيلة وتقديم القدوة الحقيقية.
تزويد الأطفال والنشء بالمعلومات والخبرات الجديدة.
تنمية الإحساس بالجمال والتدريب على التذوق الفني السليم.
التدريب على الذهاب للمسرح والالتزام بتقاليد المشاهدة المسرحية.
اكتشاف المواهب في مختلف المجالات وتنميتها.
يُشار إلى أنّ عمريش أبصر النور عام 1958، وانخرط في الحادية عشرة من عمره … تحديداً عام 1969 في فرقة “نجوم المسرح” التي كان يديرها عبد العزيز خليل، وأطلق العنان لعطشه المسرحي ممارسة ودراسة في مدينة قربة التونسية.
وافتكّ جائزتين في تونس: أحسن ممثل في “المهرجان القومي للمسرح المدرسي” (1978)، وأحسن ممثل في “المهرجان القومي لمسرح الهواة” (1978).
وفي الجزائر أسّس بحر سبعينيات القرن الماضي، فرقة “نجوم المسرح” فيها، وفاء منه للفرقة التونسية التي احتضنته، ومن الشتات الذي لملمه أطّر كوكبة من الشباب في حزمة مسرحيات، أوصل إحداها إلى “المهرجان الوطني لمسرح الهواة” بمدينة مستغانم عام 1981.
وتقمص أيوب عمريش روح السندباد فطار في سماء مدن جزائرية مختلفة وأسّس خلالها فرقًا وكوّن شبابً، بداية من سعيدة وورقلة إلى المدية قبل أن يتنفس هذا المبدع الحقيقي عبق سوق أهراس مجددا عام 1997، حيث كتب وأخرج أعمال جديدة منها مسرحية “شاهد وشهيد”، كما شارك في عدّة أفلام سينمائية منها “صديقتي أختي” لمحمد لبصير.