“نوستالجيا” تعطّر مهرجان بغداد الدولي الرابع للمسرح
تمثّل مسرحية “نوستالجيا” لتعاونية “مسرح النقطة” في الباهية وهران، الجزائر في المسابقة الرسمية لمهرجان بغداد الدولي للمسرح بمشاركة 20 عرضاً عراقياً وعربياً وأجنبياً، في محفل ستغيب عنه مسرحية “مانيا” لدريس بن حديد (نسور تندوف) لسبب قاهر.
يُقام مهرجان بغداد الركحي تحت شعار (لأنّ المسرح يضيء الحياة)، ويستمرّ حتى الثامن عشر أكتوبر الجاري.
ويشهد المهرجان، تفعيل المؤتمر الفكري الموسوم (مشهدية الخطاب المسرحي الجديد … ذائقة التلقي المعاصر وممكنات التجسيد) بمشاركة فنانين وباحثين ونقاد من العراق والوطن العربي، وسيتمّ التطرّق إلى ثلاثة محاور رئيسية؛ هي: “أبجدية السينوغرافيا وتأثيث الفضاء المسرحي”، “منطلقات الرؤية الإخراجية وممكنات التجسيد”، و”تكنولوجيا النصّ المُعاصر وتقنيات الكتابة الدراماتورجية”.
ويشهد المهرجان عقد ندوة فكرية حول المسرح العراقي في المهجر – قراءة تطبيقية، بمشاركة مجموعة من الفنانين العراقيين المقيمين بالخارج.
وبالعودة إلى “نوستالجيا”، تتعاطى ثيمة العمل مع أسئلة الإنسان والآخر عبر رحلة فنان يشاكس معاني الإبداع والموت في هشاشة الحياة.
واقتبس عبد المجيد الهواس نص مسرحية “نوستالجيا” عن نص “قصة دببة الباندا” للروماني ماتيني فيزينياك، وأخرجه الأكاديمي المعروف لخضر منصوري، وجرى إبداعه في قالب مؤثث بنمط اللامعقول.
وبمفارقة لعبت على وتر الدراما السيكولوجية والفكاهة السوداء، يُسائل العرض فكرة الموت وذلك من خلال قصة فنان يصارع العتمة عبر يومياته الكئيبة، قبل أن يستيقظ ذات صباح بصحبة شابة مجهولة، عاجزاً عن تذكّر ما حدث له في الليلة السابقة.
وتتمظهر “نوستالجيا” في جو قاتم يؤجّجه الممثل فتحي مباركي بمكابدات العقل والجنون وكوابيس منهوكة بهوس الخيال وثمالة الواقع، قبل أن تنخرط الممثلة “أسماء الشيخ” في بوحٍ فلسفي مسكون بإغواء الحكي.
وتأسست تعاونية “مسرح النقطة” عام 1995 في وهران، وسبق لها تقديم العرض الشرفي لمسرحية “نوستالجيا” على ركح المسرح الوطني الجزائري مساء الثاني مارس الأخير.
وشاركت “نوستالجيا” في مهرجان القاهرة الدولي الـ 30 للمسرح التجريبي من الفاتح إلى الثامن سبتمبر الأخير، ونالت الممثلة أسماء شيخ، جائزة أفضل ممثلة في المهرجان المذكور.
مسابقة منوّعة
تنافس “نوستالجيا” في المسابقة إلى جانب ثلاثة عروض عراقية؛ هي: “الملك لير وساحرات مكبث” لكاميران رؤوف و”أمل” لجواد الأسدي و”بيت أبو عبد الله” لأنس عبد الصمد، وتسعة عروض من سبعة بلدان عربية؛ وهي: “فرمولوجيا” للحاكم مسعود من الأردن، و”موشكا” ليوسف البلوشي من عُمان، و”نقيق” لعجاج سليم من سورية، و”حيث لا يراني أحد” لمحمود صلاح عطية من مصر، و”ثورة الخشب” لفيصل بن محمود و”خارج عن السيطرة” لآمال العويني من تونس، و”إكستازيا” لياسين أحجام من المغرب.
وتشارك ثمانية عروض من ثمانية بلدان أجنبية، هي: “مكبث زار” من إيران، و”كلكامش” من بلجيكا وتركيا، و”ليزا” من روسيا، و”الكنغر الأزرق” و”روميو وجولييت” من إيطاليا، و”كونترا” من ألمانيا، و”رسم الخرائط الخيالي” من فرنسا، و”لا علاقة له بالموضوع” من البرازيل.
ويكرّم المهرجان 18 فنّاناً مسرحياً من بلدان عربية مُختلفة، نظير “إسهاماتهم الفنّية في خدمة الحراك المسرحي طوال مسيرتهم الإبداعية، ولكونهم جزءاً فاعلاً من الحراك المسرحي”، وفق المنظّمين. ومن بين المكرَّمين: محسن العلي وإنعام البطّاط وجواد الأسدي من العراق، ومحمّد المنصور من الكويت، وحمد الرميحي من قطر، ومحمّد العبادي من الأردن، إضافة إلى سميرة عبد العزيز من مصر، وفاطمة بن سعيدان من تونس، وبوسلهام الضعيف.